في كل مساء وحينما نطفيء الأنوار ونستلقي على أسرتنا في إنتظار أن يأتي النوم ويأخذنا في غيبوبة مؤقته تتبادر إلى أذهاننا مجموعة من الأفكار التي تنقل خيالنا من مكان لآخر فأحيانا يأخذنا قطار التفكير الى إختلاق قصة حزينة ومؤلمة نعيش فصولها ونحن لا زلنا ننتظر النوم فنذرف الدموع ونتفاعل معها حتى تنتهي لعل النوم قد وصل الينا فيأخذنا إلى سبات عميق وأحياناً نختلق قصة عشق مع زوجة المستقبل فترحل أفكارنا إلى تلك المرأة ونعيش لحظات حفل الخطوبة وعقد القران والسفر معها وقضاء شهر العسل نفكر قليلا ونبتسم من مواقف خيالية ولكننا نعيشها بكل واقعية قبل أن يأخذنا النوم
وأحياناً نتذكر مواقف مرت علينا في نفس اليوم والمواقف التي عشناها ونعيد تفاصيلها في كل لحظة
كأن نتذكر مادار بيننا من ردود في المنتدى والنقاش الدائر في مسألة من المساءل
أو
أن نتذكر موضوع قرأناه فتمنينا أن يكون الرد بطريقة أخرى غير تلك الطريقة
أو
أن نتذكر صورة مؤثرة شاهدناها في قسم الصور ودمعت لها العين والقلب ثم نفكر طيلة الوقت بها حتى يباغتنا النوم
وأحيانا يعيدنا شريط الذاكرة قبل النوم إلى الماضي إلى الطفولة فنتذكر لحظات كدنا ننساها نحاول قدر الأمكان أن نتذكرها نحاول أن نتذكر تلك القصة بل ذلك اليوم بأكمله ونتمنى لو أننا وثقنا تلك اللحظات في كتاب
أو
حتى على قصاصة ورق واحتفظنا بها نفكر بتلك اللحظات حتى يأتينا النوم ويأخذنا
وأحيانا نتذكر مواقف طريفة و مضحكة مرت علينا ثم نضحك منها حتى تدمع اعيننا ونتذكر ذلك الموقف بعفوية حتى يأتي النوم ويسرقنا
وأحيانا نختلق أدوار نقوم بها كأن نتخيل أننا في مناصب كبيرة أو أننا أصحاب ثروات نسافر من دولة إلى دولة ومن مكان إلى مكان حتى يأتي النوم ليسافر بنا معلنا قطع تلك الرحلات الخيالية
قصص وتخيلات مواقف وأحداث تمر علينا كل يوم أمام أعيننا نعيش معها لحظات في إنتظار أن يباغتنا النوم وربما هو الآخر يجعلنا نعيش
قصة في واقعه..
خالص التحيات // طارق ابو اسعد//
